دانييل پِناك، هو بلا شك واحد من أشد الحالات الأدبية فرادة في الساحة الأدبية الفرنسية المعاصرة. فإن كان التقسيم العام للكّتّاب يُميّز بين فئة كتّاب التجربة وفئة كتّاب المعرفة، فإن دانييل پِناك يُمثل حالة مُفرَدة، تتنطّع عن كل تصنيف؛ إنه كاتب ينهل في آنٍ من تجربته، ومن معرفته، ويحاول في كلّ عملٍ تقديم توليفة متناسبة بين المصدرين.
وهو أيضاً المؤلف الوحيد تقريبًا الذي يُحوّل سيرتَه إلى تخييل، ويُقيم مسرحاً لشخصيات هي عينها الشخصيات المحيطة به في عالمه الواقعي. وهو كذلك المؤلف الذي يبني سيرتَه، لا على المكان، كما يفعل لوكليزيو، ولا على الزمان، كما يفعل موديانو؛ بل يبنيها على التيمات. كل مؤلف جديد هو مناسبة للتفكير في تيمة جديدة، وإضافة قطعة أخرى إلى صرح السيرة. وفي عمله هذا اختار پِناك، أعقد التيمات، تيمة الحلم.
ما نسبة الواقع في الحلم؟ وما نسبة الخيال فيما نرويه من أحلام؟ جواب پِناك، ١٠ بالمائة واقع، والباقي خيال، خيال مركّب، ومعقّد، تعقيدَ عالم الأحلام الذي وحدَه يستطيع الجمع بين فيضان النور ودفق المِداد، وبين المخرج فيديريكو فيليني والقدّيس سباستيان.. فوضى عارمة، لكن لابد لها من قانون.. قانون الحالم!
Reviews
There are no reviews yet.