“هايدي” رواية مذهلة تحكي سيرة فتاة قادتها قسوة الإنسان وجفاف مشاعره إلى رميها في أحضان أكثر الرجال طغياناً وشراسة وكيف بضحكاتها البريئة وأفعالها العفوية التي تعبر عن الخير الكامن في داخلها استطاعت أن تغير صلابة الحجر وتجعله طيعاً لينا.
هايدي، فتاة قضى والدها نحبهم في حادثتين، الأب، توفى أثناء عمله، والأم ماتت شوقاً على الأب، وبقت تلك الطفلة اليتيمة تحت رحمة خالتها ديتا تلك التي لا تهتم بشيء سوى المال، والتقدم في المناصب، والحصول على منصب مدبرة منزل في مدينة فرانكفورت المشهورة.وكان العائق الوحيد في هذه الوظيفة هي هايدي، فأين تراها سترمي بتلك الفتاة؟ خصوصاً إن عليها السكن في نفس المنزل، وهذا يعني عدم رؤية أو الإنفاق على هايدي بعد الآن، إذن ما كان أمامها إلا الذهاب إلى الألب، وماذا في الألب؟.
في الألب يسكن العم الم، ذلك العم الذي انفق على نفسه وكل ثروته وبددتها في لا شيء سوى القمار والترفيه، وماذا كانت النتيجة، أنه خسر كل شيء، ابنه توباز الذي تزوج من دون أن يرضى أو يبارك هو الزواج، وخسر زوجته، وخسر كل ما يملك، ذلك العجوز الذي أرعب الناس ولا يتجرأ أحد على التكلم معه، ذلك لأنه كان لا ينزل من كوخه في قمة الجبل المعزول عن المدينة في أبسط صورها، وما كان ينزل إلا ليبيع ما تعمل يداه من أعمال خشبية.
“هايدي” الرقيقة التي تفوح عذوبة وبساطة وتلقائية، مع هذا الرجل العجوز الكئيب متحجر القلب؛ كيف ستعيش هايدي مع جدها؟… وما سبب عودة الخالة “دينا” مرة أخرى لإسترجاع هايدي؟ وهل ستنعم هايدي بالراحة والأمانة وبعائلة تهتم بها وتلبي إحتياجاتها؟!…
هذا ما سنقرأه في صفحات هذه الرواية التي شاعت في كل أنحاء العالم بسبب نزعتها في معالجة المشاكل الإجتماعية والأخلاقية، وكذلك جعل تلك الفتاة الصغيرة هي المنطلق لهداية مجتمع بكامله.
Reviews
There are no reviews yet.