هل كانت أمك تصرخ عليك أو تضربك؟ عندما كنت صغيرة كان ضرب الأطفال وإهانتهم والصراخ عليهم سلوكا أبويا طبيعيا، ولم تكن العائلات حينها تشعر بتأنيب الضمير أو الندم الذي تشعر به الأمهات في الزمن الحالي، ولم يفكروا حتى بالتكفير عن الخطأ إذ كان الزمن آنذاك زمن “العصا لمن عصى” و”العصا من الجنة”، هذا ما تعلموه وتشربوه كان لابد من معاقبة الطفل إذا أخطأ، بل كلما كان العقاب أكبر كان أجدى نفعاً، إذ إن ضرب الطفل على سبيل المثال يقصد به: “هذا التصرف خاطئ للغاية، خاطى إلى حد أنني أضربك بسببه، إنني أسبب لك الألم كي لا تعيد الكرة”. المثير للسخرية هو أنني أثناء كتابتي لهذه السطور وعندما أعود أدراجي وألقي نظرة على الماضي، تتجلى أمام ناظري صورة أمي أو أبي وهو يضربني أو يصرخ في وجهي أو يوجه إهانة لي فتغلبني الدموع، ورغم ذلك لا أتذكر سبب قيامهم بذلك أي الدرس الذي لقُنوني إياه. أنا على يقين أنك أنت أيضاً تشعرين بالشعور ذاته، الدرس الذي أراد الأبوان تلقينه للأولاد ذهب في مهب الريح. ولم يبق سوى الذكريات الفاترة للضرب والتوبيخ الذي تعرضنا له. هذا هو بالضبط السبب الذي دفعني إلى إعداد هذا الكتاب كي لا يشعر أولادنا عندما يعودون أدراجهم وينظرون إلى الماضي ببرودة تلك الصفعة التي نزلت على وجوههم وإنما بدفء لمسة الأم التي حطت في قلوبهم … إذن دعونا نردد معا… عزمنا على نهج ” أمهات لا يصرخن … خديجة كبرى تونغار Hatice Kibra Tongar” خاصة على ليسانس في قسم علم النفس وعلم الاجتماع وتنمية الطفل، وأكملت تعليمها في الإرشاد الأسري المستوى النظري والعملي والإشرافي، حاصلة على لقب “مستشار” الأسرة حاصلة على ماجستير في قسم علم النفس وفي قسم تنمية الطفل، حاصلة على دكتوراه في مجال علم الأعصاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.