في المخزنِ الكبير، من الجانبِ الخلفيّ العتيق.. هناكَ أنتِ، وسيلٌ من دموعٍ مالحة، ولعنةٌ للتوّ قد حوّلت!
أنتِ أنتِ، نفسها التي رَفَضَتْ أن يحوي رحمها جنين، أنتِ اليوم تبكينَ مُضاضَ نزوله؟ هل توَاطأ رفضكِ القديم مع الموت، ليُسقِط قطعةً لا مُكتمِلة، مُشوّهة، تحفّها الدماء، عاشتْ فيكِ أقل من خمسة شهور؟
يسندكِ الجدار. تجفلين عليه كقطةٍ هرَسَتَها عَجَلَة. تتأوهين. تتحسّسين دفق الدم. تشعرين بهِ يصبّ حثيثًا من ثقبكِ. يتجارى أحمرهُ على فخذيكِ، على ركبتيكِ، على قدميكِ. يسيل متعرجًا بحرارة جرحٍ طازج. يقطر ويقطر حتى يختلط مع رغو الصابون على الأرض.”تبًّا وألف تَبّ”.
يُغمغم لسانكِ بالنقمات، يسبُّ الأرض التي حثّتْ صابونها ليزلقكِ.
كفَّاكِ ترتعشان. تُفتشان -من حيث ما أنتِ جاثمة- عن أيّ شيءٍ غليظٍ وأملس. شيء يُشبه قوامه قطعة إسفنج. ما يجعل الكفّين تغوصان بالقطعة، فتمتصُ منهما حُرقة الأصابع. تنتزع منهما حُمّى الوجع.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.