عندما كنت صغيرة، كان أبي بالنسبة لي أعظم حُب أراه وألتقيه، حتى عندما كبرت، ما زلت أؤمن أنني لستُ حبيبة أحد، لأنني حبيبة أبي.. كنت أتصور أن الحياة بما فيها مرآة له، فاعتقدت أن الناس جميعًا مثل قلبه، إلى أن كبرت! تصادمت معتقداتي ببعضها وأخذت تجرني الحياة إلى مكان لا أعرفه! حاولت أن أجاريها بجوار أبي الذي كان يقول لي دائمًا: “كوني سندًا لنفسكِ، أنا لست دائمًا لكِ” وكنت أبكي بكاءً لا أرى بعدها نفسي إلا بعناقه، فيمسح على شعري، ويقبّل جبيني، ويعود ليقول لي: “دموعكِ لا أحد يراها غيري، ضعفكِ هذا يكون عند أبيكِ، أما عند الناس؟ أريد أن أرى أبنتي أقوى إنسانة بالوجود” واليوم؟ بدعمه وثقته أصبحت الأنثى الأكثر شهرةً بالوطن العربي بمجال الأزياء، لكن هُناك فراغ كبير في قلبي، رغم أنني أملك كل شيء أود أن أمتلكه، لكنني أنثى تعرضت كثيرًا للتنمر بسبب شهرتي، تعرضت أكثر للتحرش، لم أجد رجلًا يخاف الله بقلب أنثى تحبه أكثر من أنني أرى رجالًا يلهثون وراء الظاهر، الظاهر فقط! كل شيء يخبرني أن الحياة ليست هي مكاني، أنا لست ضعيفة بقدر أنني لا أرى نفسي في الحياة. كل من يعرفني يعتقد أن القوة منبعي، لكن ما لم يعرفوه، أنني أشعر أكثر مما ينبغي!
حن الغريب
0.000د.ك
غير متوفر في المخزون
التصنيفات: اصدارات دار شغف, اصدارات متنوعة, جميع العناوين, قصص و روايات
الوسم: مشاري بودريد
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.